بعد سلسلة من اللقاءات مع المرجعيات الدينية التي زرناها، والتي نستعد لاستكمالها مع سائر المرجعيات الروحية والسياسية، التقت كتلة تجدد اليوم دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، على خط استمرار التواصل مع الجميع، ولاعتباره رئيساً للسلطة التشريعية أيضًا، التي هي المؤسسة الأم، المنتخبة من اللبنانيين، والتي عليها مسؤولية كبيرة في حماية لبنان في ظل ما يجري في المنطقة ولبنان، من أحداث خطيرة.

نؤكد على جو المصارحة الذي ساد اللقاء، وقد اعتبرت الكتلة أن التشديد الدائم للرئيس بري على أن لبنان تحت سقف الشرعية الدولية، هو الموقف الطبيعي والمطلوب لمنع انزلاق لبنان إلى تحمل تبعات الحرب.

انطلاقاً من ذلك، نعتبر أن التشديد على مظلة قرارات الشرعية الدولية، وتحديداً القرار 1701، يتطلب استكمال تطبيق هذا القرار الواضح بكل بنوده، والذي لا مكان فيه لأي اجتهاد، فالمطلوب أن يتسلم الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية، مسؤولية ضبط الحدود، واسترجاع القرار السيادي للدولة، ما يؤمن حماية لبنان أولاً، من مخاطر الحرب والدمار.

وهنا نشدد على الدعم الكامل لقضية الشعب الفلسطيني، ورفض ما تتعرض له غزة والضفة الغربية، من اعتداءات أسفرت عن كارثة إنسانية، ونعتبر أن القرار العربي الذي تبنته الأمم المتحدة، يشكل خطوة كبيرة لوقف المعاناة في غزة، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه المأساة، والعودة إلى إطلاق عملية السلام، للوصول إلى استرداد الحقوق الوطنية الفلسطينية، وأولها وأهمها إنشاء الدولة المستقلة، وفق حل الدولتين وتبعاً لما أرسته القمة العربية في بيروت في العام ٢٠٠٢.

إن ما يجري في غزة، لا يجوز أن يتحول في لبنان إلى سبب لانقسام بين اللبنانيين. إن كتلة تجدد، تسعى إلى لعب دور جامع يؤسس لشبكة أمان، قادرة على حماية لبنان، فنحن نؤمن بأن استرداد الدولة لقرارها السيادي والالتزام بالدستور وبقرارات الشرعية الدولية، وبعلاقات لبنان العربية والدولية، هو الطريق الوحيد والأسرع، لمنع التعرض لمخاطر حرب، لن يكون لبنان قادراً على احتمال نتائجها الإنسانية والاقتصادية.

إننا نؤكد أيضاً، بأن حماية لبنان، تتطلب اليوم قبل الغد، انتخاب رئيس جديد، وهذا يملي على المجلس النيابي، أن يقوم بدوره، عبر تحديد جلسات ودورات مفتوحة، كي يحصل هذا الاستحقاق، ويترجم المجلس هذا الواجب بانتخاب رئيس للجمهورية، لأننا في أحلك وأخطر مرحلة يمر بها لبنان في تاريخه.

نأمل ونعمل لأن يكون هذا التواصل مع الرئيس نبيه بري، مدخلاً إلى استعادة عمل المؤسسات الدستورية، حيث هناك فراغ رئاسي، وحكومة تفتقر إلى ثقة المجلس النيابي المنتخب، ما يعني غياب الجهوزية، والاستعداد لمواجهة التطورات المتسارعة في المنطقة، وستواصل الكتلة مسعاها المستمر مع جميع الأطراف، من ضمن الرؤية التي تتبناها، والهادفة لتحقيق مصلحة لبنان واللبنانيين، وهي لن تتحقق إلا بوجود دولة فعلية، تمارس دورها وواجباتها على أكمل وجه.