زار رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي مفتي الجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، يرافقه النائب التنفيذي لرئيس الهيئة الإدارية في الحزب المهندس ابراهيم زيدان، والسفير السابق الدكتور بسام نعماني، وعضو حزب الحوار السيد كامل دمياطي. وعرض معه شؤون الدار والأوضاع العامة في البلاد.
وقال مخزومي إن لقاءنا مع سماحته هو للبحث في الكارثة التي نمر بها، فمجلس الوزراء لم يجتمع منذ شهر إثر تهديد وزير تابع لحركة أمل الحكومة في حال اجتمعت قبل إقالة القاضي طارق بيطار، مضيفاً أن الدولار تخطى عتبة الـ22 ألف ليرة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى مزيد من التدهور. وتوجه إلى مجلس الوزراء بالسؤال: هل ستجتمعون أم لا؟ هل الأزمات التي يمر بها اللبنانيون تستدعي اجتماع الحكومة أم سنبقى نتلقى التعليمات من الثنائي الشيعي؟
وبحث مخزومي مع سماحته أيضاً في ملف القضاء، لافتاً إلى أن الجميع يعلم أن استمرارية عمل الحكومة مرتبط اليوم باستقالة القاضي بيطار، رافضاً هذه الخطوة إذ من الضروري أن يعلم الجميع من كان وراء أكبر جريمة حصلت في تاريخ لبنان وثالث أكبر انفجار في العالم وهي جريمة تفجير مرفأ بيروت.
وسأل مخزومي أين أصبح ملف صندوق النقد الدولي؟ لافتاً إلى أن الثنائي الشيعي يرفض الصندوق ولهذا السبب يجمد عمل الحكومة. وفي قضية التحويلات السويسرية، أشار إلى محاولات بنك البحر المتوسط وعدد من المصارف الأخرى كف يد القاضي جان طنوس عن التحقيق في هذا الملف. وسأل هل هذه حكومة حزب الله أم حكومة كل لبنان؟
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية، قال إن سحب عدد من الدول العرب لسفرائها من لبنان إثر تصريحات الوزير جورج قرداحي يعدّ كارثة حقيقية، مجدداً المطالبة بإقالة القرداحي. وعن اتهام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المملكة العربية السعودية بمحاصرة لبنان في خطابه أمس، سأل مخزومي: ما الخطأ الذي ارتكبته المملكة بحق لبنان؟ وهل يقارن سماحته ما قدمته له إيران بما قدمته السعودية لجميع اللبنانيين؟ وأكد أن من غير المقبول التعامل بهذه الطريقة مع الدول العربية ومع أكثر من 480 ألف لبناني متواجدين في الخليج ويدعمون البلد وأهلهم بمليارات الدولارات.
ودعا مخزومي الحكومة إلى الاجتماع وأن تقول من هو المعطل الحقيقي لعملها، متمنياً عدم التدخل بعمل القضاء وأن يسمحوا للقضاة النزيهين بممارسة عملهم، فهل يعقل أن يُسأل القاضي بيطار من المدعي العام التمييزي إذا ما كان وصله التهديد أم لا وأن يبقى ذلك حبراً على ورق بعد إجابة البيطار بالإيجاب؟ ما هو موقف الرؤساء الثلاثة من ذلك؟ وما موقف مؤسسات الدولة التي تقول إنها تسعى للمحافظة على البلد.
وتمنى مخزومي على الجميع أن يصحو ويعي خطورة الموقف، وتمنى أيضاً على حزب الله أن يعود حزباً لبنانياً وأن يكون الطرف الشيعي الذي سنضع يدنا بيده، لا أن يخطف لبنان ويأخذه إلى المجهول. وأشار إلى أن من الخطأ القول إن السعودية لديها مشكلة مع حزب الله، بل لبنان اليوم لديه مشكلة مع حزب الله، فنحن لا يمكن أن نقف في وجه عالمنا العربي، متمنياً أن يسعى الحريصون على البلد إلى إخراجه من هذه الأزمة والحفاظ على مستقبلنا ومستقبل أولادنا.