من دار الطائفة الدرزية نكرر النداء بضرورة حماية لبنان، وتحييده عسكرياً، عن أية مغامرة قد تؤدي إلى الدمار والخراب.

في هذه الدار الكريمة التقينا سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، في سياق استمرار الاتصالات التي تجريها كتلة تجدد مع جميع المرجعيات الدينية والقيادات السياسية، في ظل الحاجة الماسة إلى تشكيل شبكة أمان، على وقع المخاطر الكيانية التي تهدد لبنان.

مع المرجعية الدينية لطائفة الموحدين الدروز، نستعيد الدور الكبير الذي لعبه هذا المكون الأصيل، في تأسيس لبنان، وفي الدفاع عنه، وفي إغناء النموذج اللبناني المتعدد، بإسهامات كبيرة لا تمحى، كما في تعزيز الروابط مع العالم العربي والعالم بأسره.

إننا اليوم وعلى وقع الأحداث الخطيرة في المنطقة ولبنان، نؤكد أن على اللبنانيين الالتفاف حول لبنان أولاً، وفي هذا المسار تعمل كتلة تجدد على بلورة أوسع تقاطع رافض لتعريض لبنان للحرب والدمار، تماماً كما لتأكيد رفض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل ممنهج للمدنيين وتدمير شامل لقطاع غزة، وللتشديد على دعم قضية الشعب الفلسطنيي، وحقه بالحياة الآمنة والكريمة، وفي إنشاء دولته وفق حل الدولتين الذي كرسته المبادرة العربية للسلام التي أعلنت في قمة بيروت العام 2002 .

من هذه المنطلقات، نعلن أنه من غير المسموح تجيير الدولة لقرارها السيادي في السلم والحرب، ومن غير المقبول أن تغيب السلطة اللبنانية عن الفعل والتأثير.

من غير المسموح خلق معادلات جديدة كمعادلة “قواعد الاشتباك”، التي تخرج لبنان عن مظلة الدستور وقرارات الشرعية الدولية، وتضع قراره ومصير أبنائه بين أيدي قوى مسلحة لبنانية وغير لبنانية خارج الدولة.

فالمطلوب إذاً وفوراً، العودة إلى التطبيق الشامل للقرار 1701 وسائر القرارات الدولية ذات الصلة.

ونحن لسنا على الحياد في القضية الفلسسطينية، ولكننا مع تجنيب لبنان أن يكون ساحة للإستثمار الإقليمي.

إننا نريد للبنان أن يعبر هذه العاصفة دون أن يدفع أبناؤه مرة جديدة الأثمان الباهظة التي لم تعد تحتمل.  كما نريد لفلسطين أن تستعيد السلام بنيلها الدولة المستقلة، ونهيب بكل دول العالم بذل كل الجهود لحماية الشعب الفلسطيني ولاستعادة مسار السلام العادل والشامل، الكفيل الوحيد بتحقيق الاستقرار المستدام في المنطقة.

ستستمر كتلة تجدد باتصالاتها ولقاءاتها مع الجميع، فأمانة تمثيل اللبنانيين الذين أعطونا ثقتهم، تحتم العمل المتواصل لحماية لبنان، وسنكمل هذه الطريق الى النهاية بإذن الله.