أقام رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي في دارته مأدبة عشاء على شرف الموفد الاميركي السفير توم براك، حضره مجموعة من النواب والوزراء، والسفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وفي كلمة له، رحب النائب مخزومي بالموفد الأميركي، واصفاً إياه برجل الدولة الحكيم والصديقٍ الثابت للبنان، ومعرباً عن امتنانه العميق للولايات المتحدة الأميركية ليس فقط لدورها الدبلوماسي، بل أيضاً لدعمها المستمر للشعب اللبناني، خصوصاً من خلال المساعدات للجيش اللبناني، ولقطاع التعليم، والبرامج الإنسانية والإنمائية العديدة. وتوجه بالشكر أيضاً للسفيرة الأميركية ليزا جونسون وفريقها على دعمهم المتواصل والتزامهم الثابت بمسار الإصلاح والتعافي في لبنان.
واشار مخزومي إلى ان زيارة برّاك للبنان في هذه اللحظة الحاسمة هي رسالة واضحة وحازمة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أنه يجب على لبنان أن يفي بكامل التزاماته سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من أجل حماية سيادته، واستقراره، ومستقبله. وأكد أن في صميم هذه الرسالة، مبدأ لم يعد بإمكاننا تجاهله وهو ضرورة أن تكون جميع الأسلحة تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله بالكامل، لافتاً إلى أن استمرار وجوده المسلح يقوّض الوحدة الوطنية والشرعية الدستورية، عدا عن سحب جميع الأسلحة من الفصائل الفلسطينية، داخل وخارج المخيمات وحلّ جميع الميليشيات اللبنانية والأجنبية دون استثناء.
وأشار مخزومي إلى أن ما يطرحه ليس اقتراحاً بل هو التزام ملزم قطعه لبنان على نفسه من خلال اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و1680 و1701، واتفاق وقف الأعمال العدائية الموقّع بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني 2024. وأكد على ضررورة الاستناد إلى خريطة طريق واضحة وشفافة ومحددة زمنياً، مشدداً على أن استعادة احتكار الدولة للسلاح ليس موقفاً سياسياً، بل هو جوهر وجود الدولة.
وقال مخزومي إن نزع السلاح وحده لا يكفي لإنقاذ لبنان. بل يجب أيضاً العمل لترسيم كامل لكافة حدودنا البرية والبحرية مع جيراننا، والقيام يإصلاح بنيوي عميق يشمل إعادة هيكلة شاملة للقطاع المصرفي، قائمة على الشفافية والعدالة وحماية المودعين، إضافة إلى القضاء على الاقتصاد النقدي وغير الرسمي، وتفكيك المؤسسات المالية غير الشرعية، مثل جمعية القرض الحسن، التي تعمل خارج الإطار الرقابي الرسمي وتُموّل أنشطة تُهدد الاستقرار، بالإضافة إصلاح القضاء بشكل جذري، لضمان استقلالية ونزاهة وفعالية المحاكم في لبنان. وأكد أن جميع هذه الإصلاحات يجب أن تُتوَّج باتفاق شامل مع صندوق النقد الدولي، يُوجّه رسالة واضحة للعالم بأن لبنان جاهز ليكون شريكًا كاملاً في المنطقة، ومنفتحًا على الاستثمار والنمو.
وختم بالقول: علينا أن نقف بحزم إلى جانب كل جهد صادق نحو السلام، لأن السلام وحده هو الطريق إلى الاستقرار، والازدهار، والكرامة للبنان والمنطقة.
من جهته شكر السفير برّاك مخزومي على استضافته، لافتاً إلى أن لبنان اليوم أمام فرصة فريدة من نوعها لكنها محدودة بالوقت. وشدد على إيمانه العميق بلبنان واللبنانيين، مشيراً إلى أن الجغرافيا والحدود والحواجز وكل هذه الأمور التي نقاتل من أجلها لا معنى لها، وحتى عندما نتحدث عن نزع السلاح، أقول: بدل أن نتحدث عن السلاح، لنتحدث عن من يحمل السلاح، وإن لم نغيّر البنية التحتية القائمة فلن يتغير شيء.
وأشار إلى ضرورة تخطي الماضي، واصفاً الحضور في دارة مخزومي بالإصلاحيين، ولافتاً إلى أنهم الأمل الوحيد للنهوض بلبنان. وتابع، لديكم رئيس للولايات المتحدة بهذه الجرأة، فاستفيدوا منه. وإن ضاعت هذه اللحظة، أعدكم أننا لن نحظى بفرصة إقليمية ثانية لترتيب الأوضاع.