اجتمع رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وتناول البحث التطورات الإقليمية والمحلية وسبل دعم مسار السلام في المنطقة وتعزيز الاستقرار في لبنان.
وبعد اللقاء قال مخزومي: توقفنا عند مؤتمر السلام في شرم الشيخ، هذا الحدث التاريخي الذي تحقق برعاية الرئيس دونالد ترامب، وبدعم من الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها مصر وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا.
هذا المؤتمر يمثّل فرصة حقيقية لتثبيت السلام في المنطقة، وعلينا في لبنان أن نكون جزءًا فاعلًا في هذا المسار عبر تطبيق وقف إطلاق النار المعلن في 27 تشرين الثاني 2024، ونزع سلاح حزب الله وسائر الميليشيات ضمن مهلة زمنية محددة، حتى تستعيد الدولة سيادتها الكاملة على كل أراضيها وينطلق لبنان نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، ويعود إلى بيئته العربية والدولية، منفتحًا ومتفاعلًا مع محيطه الطبيعي سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا.
أما في الشأن الداخلي، فنرى أن الحكومة تقوم بعمل مقبول نسبيًا في بعض الملفات، لكنها بطيئة في تنفيذ الإصلاحات الجوهرية التي التزمت بها في بيانها الوزاري عندما منحناها ثقتنا.
فهي متأخرة في تطبيق خطة نزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة، وفي إقرار الإصلاحات القضائية لضمان استقلالية القضاء، وفي تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة.
كما أنّها لم تتخذ بعد الخطوات اللازمة للحد من الاقتصاد النقدي (الكاش) الذي يُستخدم أحيانًا في تمويل أنشطة غير قانونية وميليشياوية، مما يقوّض الثقة بالدولة ومؤسساتها.
وفي ما يتعلق بالاستحقاق النيابي المقبل، أؤكد من معراب اليوم أنّ إجراء الانتخابات في موعدها عام 2026 هو حق مقدس لكل لبناني، لأن الشعب وحده يملك القرار في اختيار مستقبله.
كذلك، يجب أن يُمنح الاغتراب اللبناني حق التصويت الكامل لجميع النواب الـ128، لأن المغتربين يساهمون سنويًا بإعادة تحويلات تفوق ستة مليارات دولار، أي ما يعادل نسبة عالية من اقتصادنا الوطني، ومن حقهم أن يشاركوا في تقرير مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم ومستقبل الأجيال القادمة.
كما نؤكد على ضرورة اعتماد المراكز الكبرى – الميغا سنتر – لضمان الشفافية وتسهيل عملية الاقتراع وإعطاء الناخبين الحرية الكاملة في اختيار ممثليهم.
إن لبنان اليوم بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية لتطبيق القرارات الدولية والانخراط بجدّية في مسار السلام والتنمية، بما يحفظ سيادته ومصالح شعبه ومستقبله في إطار من العدالة والمساواة والانفتاح على محيطه العربي والمجتمع الدولي.

