زار رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، على رأس وفد من منتدى حوار بيروت، سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وكان اللقاء مناسبة للبحث في التطورات الإقليمية المهمة، وفي مقدمتها اتفاق السلام التاريخي الذي وُقّع في مصر أمس.

وبعد اللقاء أكد مخزومي أن هذا الاتفاق يشكل خطوة جريئة نحو السلام، ونموذجاً يحتذى في التعاون العربي والدولي. وثمّن الدور القيادي للرئيس دونالد ترامب وفريقه في رعاية هذا الاتفاق، إلى جانب الجهود الصادقة لكلٍّ من مصر وقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية. لقد أثبتت هذه الدول أن الشراكة والتفاهم يمكن أن يحققا إنجازات حقيقية في مسار الاستقرار والسلام في منطقتنا.

وأشاد بالمجهود التاريخيّ الذي قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان  بإقناع ١٥٨ دولة للاعتراف بدولة فلسطين الشهر المنصرم في الامم المتحدة. وأكّد لسماحته، أنّ لبنان يجب أن يستفيد من هذا المناخ الإيجابي، وأن يقف خلف دولته ومؤسساتها الشرعية، بحيث تكون الجهة الوحيدة التي تمتلك السلاح والقرار.  فلا قيام لدولة قوية في ظلّ سلاح خارج الشرعية، ولا مستقبل لوطن منقسم بين ولاءات متنازعة.

وقال: إنّ ما شهدناه في مصر يبرهن أن السلام ليس ضعفاً، بل هو شجاعة ووعي ومسؤولية. وعلينا في لبنان أن نتحلّى بالشجاعة نفسها: أن نختار الدولة، أن نختار السيادة، وأن نختار لبنان أولاً.

ودعا كل القوى السياسية إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء ظاهرة الميليشيات أياً كانت، حمايةً لوحدتنا الوطنية واستقلالنا. لقد آن الأوان أن نلتقط هذه اللحظة التاريخية، وأن نعيد إلى لبنان دوره الطبيعي بين الدول العربية الساعية إلى السلام والاستقرار ونؤمن مستقبلا افضل لاولادنا وللاجيال القادمة

كما تم نقاش أوضاع العاصمة بيروت والمشاريع الإنمائية الجارية فيها. واستعرض التعاون القائم بين مؤسسة مخزومي وبلدية بيروت في تنفيذ مشاريع حيوية تخدم المواطنين مباشرة، ومنها:

* إضاءة الشوارع وتحسين السلامة العامة،

* ردم الحفر وتعبيد الطرقات بالأسفلت،

* تشغيل وصيانة إشارات السير،

* تأمين الأنابيب لمعالجة تصريف الصرف الصحي على طول الشاطئ،

إضافةً إلى المبادرات الاجتماعية التي تقوم بها المؤسسة منذ عام ١٩٩٧.

كما أطلع سماحة المفتي على نيته ونية المؤسسة بالتعاون مع دار الفتوى بناء “مسجد الحسنيْن” ، مسجد التوبة، في بيروت، كرمزٍ ديني وثقافي يجسد قيم الإيمان والوحدة والاعتدال. وأكد أن المجلس البلدي متعاون كل التعاون لتسهيل بناء المسجد.

كما تطرق إلى موضوع الانتخابات النيابية، إذ لا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح من دون تجديد الحياة الديمقراطية. من هنا، أكد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد، من دون تأجيل أو تلاعب، لأنّ إرادة الشعب هي أساس الشرعية.

كما طالب بتطبيق حق اللبنانيين المغتربين بالتصويت لجميع النواب الـ١٢٨، لا فقط لستة مقاعد، لأنّ مساهمتهم في اقتصادنا الوطني تتجاوز ٣١٪، ولولا تحويلاتهم لانهار الاقتصاد منذ زمن. هؤلاء اللبنانيون هم نبض الوطن في الخارج، ويجب أن يكون صوتهم شريكاً كاملاً في رسم مستقبل لبنان.

وشدّد كذلك على أهمية تفعيل المراكز الكبرى (الميغا سنتر) يوم الانتخابات، لضمان الشفافية، والحرية، وسهولة التصويت لكل المواطنين، بعيداً عن الضغوط والممارسات غير الديمقراطية.

وختم بالقول إن ما شهدناه من تحولات إيجابية في المنطقة،  يؤكد أن السلام والشفافية والتنمية ليست شعارات، بل قرارات شجاعة.

ولبنان اليوم أمام خيار واضح: إمّا أن نتمسك بالدولة والقانون والمؤسسات، أو نستمر في دوامة الانقسام والفوضى. آن الأوان أن نختار الدولة، وأن نختار لبنان أولاً.