أكد رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي أن الورقة الإصلاحية التي خرج بها مجلس الوزراء الذي انعقد اليوم في بعبدا، لا شك قدمت جديداَ على صعيد الاقتراب من إصلاحات ضرورية لموازنة 2020 لكن المسألة تتعلق بانعدام الثقة بالطبقة السياسية المسؤولة، والتي تتمثل بالحكومة القائمة. وقال إن انعدام الثقة، بأن هذه الورقة ستنفذ من الناس، التي بقيت في الشارع 5 أيام وتطالب باستقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وطنية انتقالية من خارج الاصطفافات القائمة، واستعادة المال العام المنهوب هو ما يمكن أن يفي الناس حقهم، ويعيد الأمل بإمكانية تصحيح مسار الإصلاح وينعكس إيجاباً على الاقتصاد حقيقة.
وقال مخزومي لا شك أن ضغوط الشارع أفرزت جديداً، متسائلاً عن السبب الذي منع الحكومة من تضمين موزانة 2020 التنازلات التي قدمتها هذه الحكومة الفاشلة قبل نزول الناس إلى الشارع؟ وقال إن الورقة لم تأت على ذكر ارقام الموازنة بل ذكرت أن العجز سيكون صفراً فحسب، متسائلاً عن كيفية تغطية العجز ومن أين؟ وأضاف لم يتم إقالة أي وزير أو مدير أو فاسد بما يعني أن الاشخاص الذين تسببوا بالفساد سيشرفون على الاصلاح، لافتاً إلى أن فرض ضريبة على المصارف لسنة واحدة غير كافٍ. وأشار إلى غياب الحديث عن إلغاء المحاصصة في الوظيفة. وتساءل أيضاً عن عدم تضمين الورقة بنداً حول ضبط المعابر غير الشرعية والتهريب المقدر أكثر من 600 مليار دولار؟ وقال إن ما أفسدته الحكومة والحكومات المتعاقبة لا تصلحه سياسات الترقيع والشعب اليوم يتطلع إلى تغيير حقيقي وفعلي ينقذ لبنان من المصير الذي أدت إليه سياسات اقتصادية ومالية خاطئة عدا عن الهدر والفساد. واستبعد أن تعيد هذه الورقة ثقة الناس بالمسؤولين الذين فشلوا في إدارة البلد ولم يتمكنوا من طمأنة المواطن وأوصلوه إلى هذا الدرك من التردي الاقتصادي والمعيشي.
وشدد مخزومي على أن الحكومة سقطت في الشارع ومن الضروري اليوم إعلان حالة طوارئ، والتعاون لتشكيل حكومة إنتقالية تتألف من اختصاصيين واقتصاديين وأصحاب كفاءات، ووضع قانون انتخابي عادل يعتمد النسبية، ويلتزم بروحية الطائف. واذ أصر على اجراء انتخابات نيابية مبكرة، شدد على أنه ممنوع كلياً أن يعاد اعتماد قانون على قياس هذه الطبقة السياسية المرفوضة من الناس.

وختم بالقول، يمكن اعتبار هذه الورقة مواصلة حثيثة لسياسة العجز، وباختصار الناس سبقتكم وكان عليكم اللحاق بهم، والكارثة أنه حين يجتمع الفساد مع العجز فإن أمور الوطن تتحول إلى الشارع بكل إبجابياته وسلبياته… حذار من الفوضى. وحمى الله لبنان واللبنانيين.